تقول إحداهن :
تشاجر أبنائي على لعبة البلاي ستشين ، و قمت بتنبيههم مرارا بالتوقف عن ذلك دون جدوى ، وما وجدت نفسي إلا أن اشتطت غضبا و قمت بكسر التلفاز ، وظننت أن الأمر انتهى عند ذلك الحد. قمت بعدها بشراء تلفاز جديد و حاولت أن امتص حزنهم ، و مرت الأيام و حصل شجار مرة أخرى ، و قام أحد أبنائي هذه المرة بكسره.
استنبط علماء النفس أن هناك أنماط في التعلم الإجتماعي Learning Therapy يقوم الإنسان بتعلمها من البيئة المحيطة ، و هي حينما يتعلم الطفل من مراقبة أفعال الأبوين Observational learning ما يمًكنه من التأثيرعلى نظرته للحدث و القيام بعكس لتصرفات الأبوين و تشويه نظرتهم تجاه حل المشكلات فيما بعد.
هل رأيت من قبل كيف يقلد الطفل حركات الأب أو طريقة مشيته؟ أو كيف يكرر العبارات التي يقول الأب بنفس الإيقاع ؟
وكذلك الأمر حينما يتصرف الأب بعشوائية و يقوم بإخراج غضبه عبر شكل من أشكال التفريغ السلبي كالتكسير أو رمي الأشياء ،
فبطريقة مباشرة يتعلم الطفل ذلك النمط و ويتم ربط الغضب في عقله بالتكسير و هذا ما يحدث لا حقا حينما يمر الطفل بمشهد مماثل ويبدأ برمي ألعابه و تكسير كل ما هو أمامه ، وفي لحظتها يخرج عن السيطرة و ويقف الوالدين مصدومين من هول تصرفه.
وكذلك الأم التي لديها فوبيا من طبيب الأسنان ويصdبها الجزع أمام ابنتها التي لا تتعدى الست سنوات ، ستقوم بإيصال رسالة لإبنتها بأن هناك مكروها و أذى سيصيبها من ذلك الطبيب وما سيحدث لاحقا هو أن الفتاة ستتحمل آلام الأسنان حتى لا تخاطر بالذهاب للموت بقدميها.
تمالك أعصابك ، ولا تقم بإظهار مخاوفك أمام أبنائك حتى لا يتقاسمو و اياكم ذلك الدور ، واستبدلها -أعصابك- برسائل ايجابية معاكسة و انسحب بذكاء دون أن يلاحظ طفلك ذلك.
يقول الفيلسوف الصيني لاوتسي :
راقب افكارك لانها ستصبح كلمات ، راقب كلماتك لانها ستتحول الى افعال ، راقب افعالك لانها ستتحول الى عادات ، راقب عاداتك لانها تكون شخصيتك ، راقب شخصيتك لانها ستحدد مصيرك.
أما أنا فأقول :
راقب أفعالك أمام أطفالك حتى لا تتحول لسلسة متكررة لا منتهية من الأخطاء ، وحتى لا يرتد صداه من خلال جدران منزلك لاحقا.
طفلك كالصلصال المرن قم بتشكيله بالشكل الذي تريد أن يكبر عليه حتى لا تشكله الحياة من بعدك.