كان محمد بن قنيف يشتغل في بقالة والده، يأكل الحلويات طوال الوقت إلى أن فلتت الأمور من يده، على مشارف 18 عاما كان قد تجاوز وزنه حاجز 110 كلغ، بعدها بسنوات قليلة بلغ 165 كلغ.
“قضيت العشرينيات بين علب الحلويات، إلى أن بدأت تظهر عليّ أعراض السكري، وفعلا استدعى وضعي وصف الأنسولين بعدما بات يرتفع إلى 6 غرامات، لم أعش يوما ولا كرّمت جثتي بالدفن، كتلة من الشحم تمارس غريزتها في حب البقاء”.
الصّدمة:
قال طبيب العبون لمحمد:
“قد تفقد بصرك في أي لحظة”
في حين خاطبته طبيبته قائلة:
“أنت تحاول الانتحار كل يوم، وقد تنجح محاولتك يوما ما ودون سابق تخطيط”.
فيما يقول محمد بن قنيف :
“استيقظت أنظر لنفسي في المرآة، شاب في بداية عقدي الرابع، لا أشبه الشباب في شيء، أنتظر دوري في طابور الأموات بعدما أكدت لي الطبيبة أن تحليل السكري لثلاثة أشهر أو ما يعرف بـ”الغليكي” (التراكمي) بلغ 14 بدل 5 عند الإنسان الطبيعي”.
قرار التّغير:
يروي محمد بن قنيف ابن مدينة البليدة الجزائرية قصته مع التغير:
“بعدما أصاب السكري عيني قررت أن أغير حياتي، توجهت للطبيبة وبعدها لمدرب الرياضة، توقفت عن استهلاك أي نوع من أنواع السكري”

يواصل محمد بن قنيف:
“عانيت من أعراض انسحاب السكر، دخلت في مرحلة اكتئاب ولكنني لم أتوقف عن مساري الذي انطلقت فيه”
واصل محمد مسيرته في طريقه نحو الهدف، انخرط في جمعية مختصة في مجال المشي الجبلي، بات يمارس هذه الرياضة ويشارك في مسابقات ماراثونية.
خسر محمد في ظرف 7 أشهر أزيد من 85 كيلوغراما، ليصبح وزنه اليوم 83 كيلوغراما، بعدما انطلق من نقطة 165 كيلوغراما، تخلى عن الأنسولين وحتى أدوية السّكري، وتؤكد طبيبته أنه لن يحتاجها مدى الحياة إن واصل على هذا النمط المعيشي.
ويستعد الشاب حاليا لخوض ماراثون مشي 55 كيلومترا جبلية مستلهما قول الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي
“من يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدّهر بين الحفر”.