إكرام باكير الفتاة الملهمة
لا تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي عن إعادة نشر صورة فتاة جميلة بدون يدين، لكنها ترفع ذراعيها عالياً في السماء بكل فخر وطاقة وفرح. تدعى هذه الشابة المغربية إكرام باكير، وحياتها قصة نجاح ملهمة تستحق أن تروى.
وُلدت إكرام بدون يدين، ولا أحد يتمنى أن يكون مكانها، خصوصاً في مجتمع عربي يرى في من يعانون إعاقة مشابهة بأنها نهاية الحياة وتوقف للزمان، وهو شعور خانق بالعجز والقهر وعدم القدرة على فعل شيء، إلا أن لإكرام رأياً آخر تماماً بخصوص إعاقتها هذه.
وكل من يعرف إكرام يرى فيها تلك الفتاة التي جمعت بين الرقّة وقوة الشخصية، فهي فتاة طيبة لا تفارق الابتسامة محياها، وهي في نفس الوقت شخصية من فولاذ لا تتزعزع همتها ولا يهزمها شيء.
فعلت إكرام باكير كل شيء…ولا تزال تأمل في المزيد

فإكرام التي لا تزال في أوائل العشرينات أنهت دراستها بنجاح وحصلت على شهادة الثانوية العامة بمعدل مشرّف، وكانت دائماً تحصل على جائزة التحدي، واستطاعت الجمع بين الدراسة والعمل في نفس الوقت.
اشتغلت الشابة الملهمة في مركز اتصالات، ومن دون يدين استطاعت تحقيق استقاليتها المادية، بينما تدرس في قسم القانون في مدينة فاس وسط المغرب، وتتمنى دراسة الصحافة، بينما تعمل في محل للمنتجات التقليدية.
وشعار إكرام في الحياة هو “الحياة تحدٍّ ولا يأس مع الحياة”، وتؤمن بقوة بأن عليها التمتع بكامل استقاليتها لتثبت للعالم بأن الإعاقة ليست مبرراً، وأنها حتى بدون يدين تستطيع فعل كل ما تيرد، حرفياً كل ما تريد.
ويعني ذلك أنها تستطيع القيام بأعمال المنزل والتنظيف، وتستطيع إمساك قلم والكتابة به، وتستطيع البيع والشراء ونقل الأدوات كما تشاء وبقدر ما تشاء، ولا شيء يمنعها على الإطلاق.
شهرة كبيرة…تنافس العالميين

ونشرت صفحة “ناس المغرب” المعروفة صورة إكرام وقصتها لتتحول إلى ظاهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد انهالت عليها الرسائل المشجعة والداعمة، والكثير من العبارات الملهمة التي أخبرتها كم أن قصتها تجعل الحماس يشتعل، وكيف تذوب المبررات في ثوانٍ معدودة.
وتذكر قصة إكرام باكير كثيراً بقصة المحاضِر العالمي نيك فويتيشتش، فقد وُلد بدوره بدون أطراف، وفي وقت اختار فيه آخرون في وضعيته الاستسلام والتحسّر والغرق في الحزن، اختار هو أن ينتصر على كل شيء، فتعلّم كيف يعتمد على نفسه في الدراسة والعمل وحتى السباحة، كما تزوج وأنجب طفلين، وتحوّلت قصته إلى مصدر إلهام عالمي، وصار هو بدوره واحداً من المحاضرين الأكثر تحفيزاً في العالم.