قتل جارته ذات الـ8 سنوات خوفا من عقاب والده


كان هذا الطفل المراهق يبلغ من العمر 14 عاماً، عندما أقدم على قتل جارته الطفلة البالغة من العمر 8 سنوات، إذ ضربها عن طريق الخطأ  بكرة البيسبول في عينها، وخوفاً من والده المسيء، جر الفتاة إلى منزله وذبحها وترك جثتها تحت سريره، ولم تستطع أن تكتشف الشرطة جثتها إلا بعد 6 أيام من البحث.

طفولة القاتل الصغير

ولد “جوشوا إيرل” باتريك فيليبس في 17 مارس 1984، في” ألينتاون” بالولايات المتحدة، كان لـ”فيليبس” أخوان غير شقيقين، “دانيال” و”بنجي”.

وكان بعيش طفولته بسعادة مع شقيقه، حتى انفصلت العائلتان فجأة، وترك خلفه إخوته بعدما انتقل للعيش في فلوريدا مع والده “ستيف” عام 1997.

وكان والده مدمناً على الكحول، كما كان يضربه ويعاقبانه كثيرا، حسب ما ذكر الموقع الأمريكي “All That’s Interesting “.

أما الطفلة الضحية “مادي كليفتون”،  ولدت في 17 يونيو 1990، ولم يكن لدى والديها أي سبب يجعلهما يمنعاها من التجول في الشوارع الآمنة المشمسة بمفردها، حتى لعبت لآخر مرة في 3 نوفمبر1998.

قتلها بدم بارد

كان “جوشوا فيليبس” يلعب البيسبول في الفناء الأمامي للمنزل، تم عبرت “مادي” الشارع للانضمام إليه، ولكن بعد ذلك ضربها عن طريق الخطأ بالكرة في عينها، وعندما بدأت في البكاء خاف من العواقب، خصوصاً من والده مدمن الكحول الذي يعاقبه باستمرار، جر الفتاة الباكية إلى منزله، ثم خنقها وضربها بمضربه، ثم دفع “فيليبس” جسدها الغائب عن الوعي تحت سريره، في لإسكاتها قبل أن يعود والده إلى المنزل.

عندما استعادت الفتاة وعيها، أقدم “جوشوا” على فعل لا يوصف، إذ استخدم أداة لشق حلقها، ثم طعنها 7 مرات في صدرها قبل إعادة فراشه إلى هيكل السرير.

أبلغت الأم عن فقدان ابنتها، وفتشت السلطات وسكان الحي عن الفتاة المفقودة في كل مكان، حتى إن “فيليبس” انضم إليهم في البحث عنها.

 “كنت أضع نفسي في عالم خيالي لم يحدث فيه شيء. كانت تلك آلية دفاعي عن كل شيء عندما كنت طفلاً. لم أتخذ القرار قط لتجاهل ما فعلته. لقد تجاهلته فحسب”.

فتشت الشرطة منزل الصبي بعد ظهور رائحة كريهة، لكنها لم تعثر على شيء، وكررت التفتيش مرتين لاحقتين، واعتقدوا أن الرائحة الكريهة هي للطيور التي احتفظ بها “جوشوا” في غرفته.

في هذا الوقت، بدأ مئات المتطوعين البحث في الغابات والمستنقعات، ووزعوا منشورات تقدم مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يجد الفتاة، وكل ذلك لم يكشف الصبي، بل كشفته والدته.

ففي صباح 10 نوفمبر 1998، لاحظت والدته بقعة مبللة غير عادية على أرضية غرفة نوم ابنها، قبل أن تلاحظ أن جزءاً من إطار سريره قد تحطم وأُلصق معاً، ثم رأت ساقي مادي الميتة، وركضت بجنون للتحدث إلى الشرطة، حسب موقع” Murderpedia ” المتخصص بمواضيع القتلة المتسلسلين وجرائم القتل.

قالت :

“لقد أشرت فقط إلى المكان الذي يجب أن ينظروا فيه. لم أستطع حتى الدخول”.

محاكمة المراهق الصغير

اعتقلت الشرطة المراهق البالغ من العمر 14 عاماً في مدرسته، اعترف “جوشوا” بجريمته، ووجهت إليه تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى، ثم بدأت محاكمته عام 1999، حتى يعتبر شخصاً بالغاً ببلوغه 15 عاماً.

جادل المدعون بأن القتل كان بدوافع جنسية؛ لأن مادي لم تكن ترتدي جميع ملابسها عندما عثرت عليها الشرطة، بينما جادل محامي القاتل الصغير بأن ملابسها خلعت أثناء جر الصغيرة إلى غرفته، وفي النهاية لم تظهر أية علامات لاعتداء جنسي على جسد الصغيرة.

لم يستدعِ الدفاع أي شاهد خلال المحاكمة التي استمرت يومين، وأدين الصبي بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، وحكم عليه بالسجن المؤبد دون إمكانية الإفراج المشروط.

قضى “فيليبس” السنوات القليلة الأولى من عقوبته وهو يدرس للشهادة الثانوية العامة ويحصل على دورات جامعية عبر المراسلة البريدية، ثم بدأ بتحسين سلوكه وتعليم زملائه الآخرين، وحضور الشعائر الدينية، وطلب في عام 2008 فرصة ثانية.

وقال:

“ربما أستحق الموت في السجن، لكن لا يمكنني النظر إلى الأمر بهذه الطريقة. لماذا أحاول تعلم أي شيء؟ لماذا أحاول تحسين نفسي؟ لماذا أحاول مساعدة أي شخص إذا كنت سأستلقي وأموت هنا؟”.

كما أراد الاعتذار لعائلة الطفلة، وطلب أن يحضروا للسجن ليفعل ذلك ويظهر ندمه بدلاً من إرسال ذلك في رسالة بريد إلكتروني، لكن العائلة رفضت ذلك، ورأت أن عقوبة السجن مدى الحياة لقتل ابنتها كانت عادلة.

وبعد سنوات، وتحديداً في عام 2016، مُنح “جوش فيليبس” جلسة استماع جديدة، لكنها مثل جلستين أخريين عقدتا في 2017 و2019 أسفرتا على تأكيد حكمه، لكنه سيحظى بفرصة إعادة النظر في إطلاق سراحه للمرة الأخيرة في جلسة في عام 2023.

شارك مع أصدقائك

Ghita Bennis